03-04-2012, 02:25 PM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مراقب عام |
الرتبة |
|
البيانات |
التسجيل: |
Dec 2011 |
العضوية: |
2672 |
المشاركات: |
721 [+] |
بمعدل : |
0.16 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
منتدى الحوار العام - General Articles
في زمن التقنيات المتطورة و وفرة ساحات النقاش على مختلف أنواعها و كثرة المنظرين و العارفين و الأبواق المطبلة لهذه الفكرة أو الأخرى ، بات الخوف على ضياع الثقافة بمعناها الصحيح أشد من أي وقت مضى
فمثقف اليوم ليس بالضرورة شخص ذو علم صحيح و قراءات متنوعة و حس نقدي سليم و تجارب حياتية غنية و قدرة على النظر في الأمور بموضوعية .. بل قد يكون أيا من رواد الشبكة الذين صح أن نطلق على نوعية ثقافتهم لقب " الثقافة المُعلبة " نسبة للمنتجات المعلبة و الجاهزة للاستعمال .
و يظهر هذا جليا في أكثر من موقف عند الاطلاع على سير مُحاورات أو سجالات ثقافية على المنتديات أو الشبكات الإجتماعية ، حين تجد أن لُب الحديث لا يتجاوز اليومي و المُستهلك إعلاميا ، بل يكاد يكون الأسلوب الذي نوقش به الموضوع اعلاميا هو ذاته المستنسخ على صفحات الشبكة دون محاولة تغيير شيء منه .
و ليس هناك من دليل أقوى على سيطرة هذه الثقافة المحدودة من المقارنة بين رقمي المشاركات و المطالعات لهذه النوعية من المواضيع مقارنة بمواضيع قد تكون أعمق ثقافيا .
و المقارنة أعلاه هو ما يدق ناقوس الخطر حقيقة ، إذ أن الواقع يقول بأن المشكلة تتجاوز المنظرين لهذه الثقافة المعلبة و تطال أرقاما ضخمة من المتلقين و الباحثين عن " المعرفة " بالطرق السهلة ، مما ينتج في نهاية المطاف أجيالا من المثقفين مظهريا و الفارغين جوهريا .
لست هنا أقلل من قيمة وفرة ساحات النقاش و لا أحاول التشكيك في جدوى عملية الأخذ و الرد الجارية بين أناس من مختلف أنحاء العالم ، بل أني أحاول الإشارة إلى خطورة حصر الذات و العقل في هذه المنابع التي لا تكون نقية بالضرورة ، و التي هي محدودة جدا بكل تأكيد .
و في تخصيص أكثر ، سأضرب مثلا بما يجري على منتدانا الكريم ، و يكفي لمن انتسب لهذا المكان قبل سنتين أو ثلاث أن يقارن بين جودة المعروض من ناحية قيمة المضمون و الأسلوب مع المعروض حاليا ، ليستشعر مدى انتشار هذه الثقافة المعلبة بيننا ، و يُدرك خطورتها أكثر حين يجد أن الأمر تجاوز المضمون ليطال الأسلوب ذاته ، فما عدنا نرى هنا أي نقاش يمر دون أن تُسيطر عليه سمة " الإفحام " و خذ برأيي أو اصمت . لأن هذه الثقافة غير المؤصلة لا تقوم على أساس قوي بين استدلالي - أو يُغيب أو يغيب هذا الاساس إن وجد - ، إنما تقوم على مبدأ الكلمة ضد الأخرى ، و هذا ما أدى لتدهور الأسلوب كما أسلفت .
ما حديثي هذا إلا دعوة للنظر بموضوعية لقيمة ما نحمله في رؤوسنا و ما نحاول التنظير له و للأسلوب الذي نعرض به ما نعرض .. فقد نخلق أتباعا لأفكار مغلوطة و مبادئ غير صحيحة و أساليب مشينة ، فنزر وازرة وزر أخرى .
|
|
|