لماذا تحدث تقلبات الطقس؟ مع د.مصطفى عصفور
تدخل الإنسان المباشر في البيئة، يعتبر السبب الرئيسي في اختلال التوازن البيئي، فتغير المعالم الطبيعية من تجفيف البحيرات، بناء السدود، اقتلاع الغابات، تجفيف المستنقعات، استخراج المعادن ومصادر الاحتراق، وفضلات الإنسان السائلة الصلبة والغازية، هذا بالإضافة إلى استخدام المبيدات والأسمدة، كلها تؤدي إلى إخلال بالتوازن البيئي، حيث أن هناك الكثير من الأوساط البيئية تهددها أخطار جسيمة تنذر بتدمير الحياة بأشكالها المختلفة على سطح الأرض. فالغلاف الغازي، لا سيما في المدن والمناطق الصناعية، يتعرض إلى تلوث شديد، فنسمع بين فترة وأخرى عن تكون السحب السوداء والصفراء السامة، والتي كانت السبب الرئيسي في موت العديد من الكائنات الحية، وخصوصاً موت الإنسان.
أضف إلى ذلك ما يتعرض له الغلاف المائي من تلوث من خلال استغلال الثروات المعدنية والغذائية، هذا بالإضافة إلى إلقاء الفضلات الصناعية والمياه العادمة، ودفن النفايات الخطرة. أما اليابسة فحدث ولا حرج، فإلقاء النفايات والمياه العادمة وإقتلاع الغابات وتدمير الجبال وفتح الشوارع وازدياد أعداد وسائط النقل، وغيرها الكثير أدى إلى تدهور في خصوبة التربة وانتشار الأمراض والأوبئة، خصوصاً المزمنة والتي تحدث بعد فترة زمنية من التعرض لها.
وبالرغم من تقدم الإنسان العلمي والتكنولوجي، والذي كان من المفروض أن يستفيد منه لتحسين نوعية حياته والمحافظة على بيئته الطبيعية، فإنه أصبح ضحية لهذا التقدم التكنولوجي الذي أضر بالبيئة الطبيعية وجعلها في كثير من الأحيان غير ملائمة لحياته، وذلك بسبب تجاهله للقوانين الطبيعية المنظمة للحياة. وعليه، فإن المحافظة على البيئة وسلامة النظم البيئية وتوازنها أصبح اليوم يشكل الشغل الشاغل للإنسان المعاصر، من أجل المحافظة على سلامة الجنس البشري من الفناء.
لذلك، يمكن أن نلخص بأن مكانة الإنسان في الطبيعة قد تغيرت بشكل كبير جداً، حيث أصبح الإنسان مستغلاً للمصادر والموارد الطبيعية بشكل كبير جداً وبدون الأخذ بالحسبان تأثير هذا الإستغلال المجحف للطبيعة والأضرار الجسيمة التي لا يمكن معالجتها في بعض الأحيان، ما يفضي الى حقيقة مفادها بأن الرؤيا المادية والاقتصادية تلعب دوراً هاماً في استغلال الموارد الطبيعية من غير الأخذ بعين الاعتبار بأن للطبيعة حساسيتها واتزانها البيئي. وحيث أن لكل فعل رد فعل،فإن للطبيعة أيضاً رد فعل لهذا الاستغلال الذي يمكن أن يكون في بعض الحالات قاسياً جداً.
من هنا ما نراه في الآونة الأخيرة عبارة عن النتائج الأولية لهذا التغيير، ولكن هنالك عدة سيناريوهات ماذا يمكن ان يحدث في المستقبل القريب، متوقع علميا بان درجة الحرارة ترتفع بسبب تأثير الانسان على البيئة، ومع ارتفاع درجة الحرارة يزداد بخار الماء (من البحار) وهذا ما يغذي السحب. والمتوقع بان بعد ايام حارة جداً (يكون بخار الماء بكميات هائلة) تنخفض درجة الحرارة قليلا مما يؤدي الى تكثف بخار الماء وهطول الأمطار.
هذا ما يحدث في المناطق الاستوائية، درجة حرارة مرتفعة يؤدي الى كميات كبيرة من بخار الماء وبالتالي الى امطار غزيرة في وقت قصير.
في بلادنا هذا ممكن جدا ان يحدث، بكلمة أخرى بلادنا تقع بالقرب من البحر الأبيض المتوسط، ارتفاع الحرارة يزيد من بخار الماء وهذا بدوره ما يعطي الامطار.
ما نراه في الآونة الأخيرة هو ايام مع درجة حرارة عالية يليها أيام باردة نسبياً التي تؤدي إلى تكثف بخار الماء وهطول الامطار.
المتوقع في فصل الصيف درجة حرارة عالية بشكل عام، ولكن اذا انخفضت الحرارة في يوم معين هذه بشارة على ان بخار الماء قد تكثف وتزداد هنا أمكانية هطول الأمطار.